من هو الصحـابي الذى قال عنه النبي ﷺ شهيد يمشى عـلي الأرض ولقب بالشهيد الحي
هو الصحابي الذي قال عنه النبي ﷺ شهيد يمشى عـلي الأرض؟.. سؤال تلقاه مصراوي وطرحه عـلي الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي بدأ حديثه موضحًا أنه هو الصحابي الجليل طلحةَ بن عُبَيْدِ اللَّه، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة
واسټشهد الباحث بالأزهر بحديث ورد عن جـ|بر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (مَن سرَّهُ أن ينظرَ إلى شهيدٍ يمشي عـلـي وجه الأرض فلينظر إلى طلحةَ بن عُبَيْدِ اللَّه) رواه الترمذي.
سلامة، في رده لمصراوي، أن هذه بشرى من رسـول الله ﷺ لطلحة الذي لقب بأكثر من لقب مثل (طلحة الخير، وطلحة الفيَّاض) ، وفي غزوة أحُد عرضت لرسول الله ﷺ صخرة من الجبل فنهض إليها ليعلوها فلم يستطع، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فنهض عليه، فقال ﷺ: (أوجب طلحة) أي الجنة
وضح الباحث الشرعي أن هذا الحديث من دلائل نبوة سيدنا محمد ﷺ؛ حيث تنبأ أن طلحة -رضي الله عنه- سيلقى الله شهيدًا، وقد تحققت هذه النبوءة بعد ۏفاته ﷺ بخمس وعشرين سنة، يــوم معركة الجمل
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ»، هكذا وصف رسـول الله صلى الله عـلـيه وآله وسلم سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، مبينًا مكانته في الإسلام وفضله، فتعالوا معًا لنتعرف أكثر عـلي فضل هذا الصَّحابي، الذي هو ضمن العشرة المبشرين بالجنة.
ونوضح سـيرة سيدنا طلحة بن عبد الله رضي الله عنه، كما أوضحت دار الإفتاء المصرية، في سطور كالتالي:
– نشأته وحياته قبل وبعد الإسلام:
وُلِد طلحة رضي الله عنه في مكة، قبل البعثة بخمسة عشر عامًا، في بيئة قرشيَّة؛ فهو يجتمع في النَّسب مع سيدنا رسـول الله صلى الله علـيه وآله وسلم في كــعـب بن لؤي، ونشأ كمعظم أهل قريش يعمل بالتجارة؛ حيث يذهب إلى الشام لشراء البضائع من هناك، ليتَّجر فيها عند عودته لمكة، التي تعتبر مقصدًا للعرب، لوجود الكعبة فيها، وذلك قبل الإسلام.
وفي إحدى أسفاره إلى الشام حصلت له قصة عجيبة يقصها هو بنفسه؛ قال: حضرت سوق بُصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل الموسم، أفيهم أحدٌ من أهل الحرم؟ قال طلحة: قلت: نعم انا فقال: هل ظـهر أحمد بعد؟ قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى أرض ذات نخلٍ، فإياك أن تُسبق إليه.
قال طلحة: فوقع في قلبي، فأسرعت إلى مكة، فقلت: هل من حدثٍ؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين، يـاغول إنه نبي، وقد تبعه أبو بكر، فدخلت عـلـيه فقلت: اتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق فاتبعه. فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج به حتى دخلا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عـلـيه وآله وسلم، فأسلم طلحة، وأخبر رسـول الله صلى الله عـلــيه وآله وسلم بقصته مع الراهب.